عالم كرة القدم ملئ بالحكايات والقرارات المثيرة والتي قد تبدو صادمة في البداية، لكن بعد ذلك تكتشف أن هناك أرباح طائلة قد نتجت عن تلك القرارات، هناك من خاطر بالعديد من الأمور وخاض تجارب استثنائية من أجل أن يجني أرباحاً استثنائية في كرة القدم.
الحكاية بدأت في عام 2007 وعندما كان ديفيد بيكهام في القمة ويتواجد في صفوف ريال مدريد، لكن كانت الصدمة بالنسبة للعالم عندما وقع مع لوس أنجلوس جالاكسي في دوري كرة القدم الأمريكي.
اعتقد الكثير من الناس أن بيكهام قد اتخذ قراراً به "حماقة"، بيكهام والذي كان يبلغ من العمر 31 عاماً، وافق على تخفيق راتبه بنسبة 70% (من 20 مليون دولار إلى 6.5 مليون دولار) من أجل الانضمام لدوري حديث بالكاد عمره 10 سنوات.
تلك الأمور كانت مجرد عناوين رئيسية، لكن تفاصيل العقد كانت مربحة بشكل كبير، فلنتعرف على القصة.
بيكهام كان لديه القدرة في التفاوض على نسبة مئوية من جميع إيرادات الفريق كجزء من عقده مع لوس أنجلوس، وشمل ذلك كل الأمور، من بيع بضائع وتذاكر مباريات وحقوق رعاية، وصولاً الى المأكولات والمشروبات التي تباع خلال المباريات.
كل تلك الأمور بالطبع أدت الى زيادة أرباحه الإجمالية في عقده.
عندما تضيف الراتب والمزايا الأخرى وحصته في الإيرادات، تجده إجمالاً قد وصل لـ255 مليون يورو في الـ5 سنوات التي قضاها مع لوس أنجلوس جالاكسي في الدوري الأمريكي، أي ما يزيد عن 50 مليون دولار سنوياً، وهو ما جعله اللاعب الأعلى أجراً في العالم وقتها.
لكن هذا ليس كل ما في الأمر.
بيكهام أيضاً تفاوض بشأن أن يكون لديه الحق في شرا ء فريق في عملية توسع دوري كرة القدم الأمريكي وهو نادي "انتر ميامي الحالي" مقابل 25 مليون دولار عند اعتزال كرة القدم.
الأمر في البداية قد يظهر بأنه ليس صفقة مربحة لكون هذا المبلغ أعلى بنسبة 150%، حيث دفع فريق تورونتو 10 ملايين دولار للانضمام للدوري الأمريكي، لكن الأمور تتغير مع الوقت.
بيكهام تسبب في نمو كبير في دوري كرة القدم الأمريكي، حضور المباريات زاد بنسبة 40%، عائدات البث التلفزيوني زادت من 8 مليون دولار في 2006 ووصلت حالياً لـ250 مليون دولار، والأهم من ذلك هو انتشار الدوري الأمريكي عالمياً.
وجود بيكهام في الدوري الأمريكي أضاف له العديد من الامتيازات وساهم في كثير من التوسعات، واترفع متوسط التقيم من 37 مليون دولار في 2008 إلى 582 مليون دولار في 2022.
زادت أيضاً رسوم التوسع والانضمام للدوري الأمريكي، مدينة نيوروك دفعت 100 مليون دولار، اوستن وسينسيناتي وناشفيل قاموا بدفع 150 مليون دولار، سانت لويس قامت بدفع 250 مليون دولار، وشارلوت دفعت 325 مليون دولار.
لنتذكر أن بيكهام عندما وضع خيار شراء نادي في التوسع كان مقابل 25 مليون دولار، وهنا نجد كيف استفاد بيكهام بخصم هائل ولا يصدق.
انتر ميامي لعب أول مباراة رسمية له في مارس 2020، ولكن الجزء الأكثر جنوناً هو أن النادي يحتل المركز العاشر من حيث القيمة بـ585 مليون دولار، بزيادة 2240% عن رسوم التوسع البالغة 25 مليون دولار.
الأرقام لا تكذب في النهاية، ديفيد بيكهام الذي خاطر بتخفيض راتبه السنوي إلى 6.5 مليون دولار، لكنه حقق أكثر من 500 مليون دولار، وايضاً كرة القدم في أمريكا استفادت كثيراً، لم يخرج أحد خاسراً، الأرباح للجميع.