كتب- صبري سراج:
دخل لاعبو إيطاليا أرض ملعب "سنتياجو" للقاء تشيلي مستضيفة مونديال 1962 محملين بالورود ليهدوها لجماهير منافسهم.
أمل الإيطاليون في تخفيف حدة التوتر السياسي بين البلدين لكن الورود لم تشفع لهم.
شهدت هذه النسخة من كأس العالم أزمة دبلوماسية بين إيطاليا وتشيلي مستضيفة المونديال، بسبب بعض المقالات التي نشرت خلال فترة البطولة من صحفيين إيطاليين قللت من شأن أصحاب الأرض ووصفتهم بأوصاف ازدرائية، مؤكدة انتشار السرقات والأنشطة المشبوهة والإدمان والبؤس بينهم.
تلك المقالات أشعلت ثورة غضب التشيليين تجاه الطليان، اضطر على إثرها الصحفيون الإيطاليون لمغادرة البلد المضيفة، وباتت المباراة المرتقبة حينها بين منتخبي البلدين بمثابة معركة منتظرة، لا يعرف أحد كيف ستنتهي.
ألقى لاعبو إيطاليا الورود تجاه جماهير تشيلي، لكن الجماهير الغاضبة لم تقبلها، وقامت بردها عليهم من جديد، مطلقة صافرات استهجان طويلة تجاههم.
المباراة على أرض الملعب كانت أشبه بالمعركة، لما شهدتها من صدامات بين لاعبي المنتخبين، الذين تبادلوا اللكمات والركلات في بعض الأحيان على مرأى ومسمع من الحكم الذي خرجت الأمور عن سيطرته لاحقا، بعدما فشلت قراراته في إيقاف عنف اللاعبين.
الحكم حاول بسط سيطرته مبكرا، بطرد لاعب إيطاليا جورجيو فيريني في الدقيقة الثامنة، وتبعه بطرد زميله ماريو ديفيد في الدقيقة 41، إلا أن ذلك لم يحدث، لا سيما بعدما اضطر لاستدعاء الشرطة العسكرية لتنفيذ قرار الطرد الأول.
المؤرخ الأرجنتيني لوثيانو بيرنيكي قال إن الحكم الإنجليزي كين أستون الذي طرد فيريني بسبب تدخل عنيف مع أونورينو لاندا لاعب تشيلي بدا متساهلا مع أصحاب الأرض لاحتواء غضبهم، وهو ما أشعل ثورة لاعبي إيطاليا، حيث تغاضى عن طرد لاندا ذاته بسبب تدخل عنيف مشابه لما قام بطرد فيريني من أجله، كما تغاضى عن طرد ليونيل سانشيز لاعب تشيلي أيضا بعد تدخل عنيف قام بعده بثوان بطرد ماريو ديفيد من إيطاليا، بعدما قام بالثأر من سانشيز وتوجيه ركلة له في رأسه.
وبعد طرد لاعبي إيطاليا في الشوط الأول أصبحت الأجواء أشبه بمعركة بين المنتخبين، حيث شهدت الكثير من الشجارات واللكمات والبصق والشتم، واضطرت الشرطة العسكرية للتدخل أكثر من مرة من أجل تهدئة الأمور، قبل أن تنتهي المباراة بفوز أصحاب الأرض بهدفين نظيفين.