إنجلترا ضد ويلز.. صراع خارج "البيت البريطاني"

By: Eksab 2 years ago

كتب- صبري سراج: 

لن يكون الطقس معتدلا في ملعب أحمد بن علي مساء اليوم الثلاثاء، حين يلتقي منتخبا إنجلترا وويلز في ديربي ملتهب لأسباب غير كروية.

إنجلترا يكفيها التعادل إلى الدور الستة عشر من كأس العالم قطر 2022 فيما تحتاج ويلز إلى الفوز، لكنها مواقف تحدث عادة في كرة القدم تجعل الأجواء مثيرة لكنها لا تصل بها إلى حد اللهب.

علاقات معقدة تجمع إنجلترا وويلز اللتين يجمعهما التاج البريطاني تحت مظلته مع إيرلندا واسكتلندا، بيد أن إنجلترا تمثل دور الجار ثقيل الظل الذي لا يلقى محبة من جيرانه، غير أنهم يلجأون إليه أحيانا، مكرهين، لإنجاز مصلحة أو طلب وساطة، لأنه ذو نفوذ كبير.

لا يمكن لويلز أن تنكر بريطانيتها، أو أن تخفي اعتمادها الكبير على كرة القدم الإنجليزية لبناء منتخب ينافس عمالقة أوروبا خلال السنوات الأخيرة.

 9 لاعبين من قائمة ويلز التي تحمل 26 اسمًا في كأس العالم، ولدوا في إنجلترا. ولا يقترب الدوري المحلي لويلز من مستوى درجات الهواة في إنجلترا.

أندية سوانزي سيتي وكارديف سيتي تركت المسابقات المحلية في ويلز، وانخرطت في الكرة الإنجليزية. 

البيت البريطاني

طوال مائة وخمسة أعوام بدأت في 1879 وانتهت بحلول 1984، أُقيمت مواجهات سنوية بين منتخبي إنجلترا وويلز تحت مُسمى "بطولة البيت البريطاني"، شهدت غالبيتها بالطبع انتصار الأسود الثلاثة.

12 مباراة رسمية جمعت إنجلترا وويلز، بين تصفيات الأمم الأوروبية أو النهائيات، أو تصفيات كأس العالم، انتصرت إنجلترا في 11 منها، بينما انتهت مواجهة واحدة بالتعادل.

ولم يلتق الفريقان في محفل عالمي سوى في مناسبة وحيدة خلال يورو 2016، حين انتصرت انجلترا بصعوبة في مرحلة المجموعات بهدفين مقابل هدف. 

بعيد عن التفوق الكاسح كرويا لإنجلترا على ويلز ، تبقى العلاقة المتشابكة سياسيا واجتماعيا بين البلدين سببا لجعل لقاء الغد فوق صفيح ساخن فـ "اللي في القلب في القلب"، لكنها ليست السبب الوحيد.

تنافس شديد

التنافس الحقيقي بين الجارتين يأتي في لعبة الرجبي، ورغم التفوق النسبي لإنجلترا في المواجهات المباشرة، إلا أن ويلز تمتلك إرثًا يجعلها تناطح الإنجليز. المنتخبان يلتقيان سنويًا في منافسات "دوري الأمم الستة" .

وتواجه الفريقان 138 مواجهة، فازت انجلترا بـ66 منها، وانتصرت ويلز في 60. تقارب النتائج هذا أدى إلى اشتعال المنافسة بين البلدين إلى حد لا يصدق أحيانا.

ضع الاحتدام الرياضي إلى جانب العلاقات السياسة والاجتماعية المتشابكة منذ احتلت بريطانيا أرض ويلز وجاراتها وضمتهم إلى التاج وشاهد هذا الفيديو:

https://youtu.be/UmkbJlYx1v8

كما رأيت، إعلان لهيئة الإذاعة البريطانية BBC  لبطولة الأمم الستة لرياضة الرجبي في 2014 تظهر فيه مجموعة من الجماهير بقمصان إيرلندا وويلز واسكتلندا، يهتفون جميعًا "إنجلترا"، ثم يُختتم الإعلان بعبارة "لا يتعلق الأمر بمن ترغب في أن ينتصر، بل يتعلق بمن ترغب أن ينهزم".

الإعلان منع من العرض بعد وقت قصير بسبب ما يؤججه من كراهية تجاه إنجلترا، لكن مثلما قال أحمد رامي: "الصب تفضحه عيونه" فإن الكراهية أيضا يمكن أن يفضحها إعلان تلفزيوني.