كتب- صبري سراج:
كانت تبدو مهمة تأهل المنتخب الإسباني لكأس العالم 1954 سهلة، لكن كرة القدم تحمل دائما المفاجآت.
شملت التصفيات الأوروبية 10 مجموعات ضمت 27 منتخبا من بينها منتخب مصر ممثلا وحيدا للقارة الأفريقية، بحيث يتأهل منها 11 منتخبا إلى النهائيات.
المجموعات العشر لما تكن متساوية في عدد الفرق، فكانت هناك 5 مجموعات تتكون من 3 منتخبات، والأربعة الأخرى تتكون من منتخبين فقط، على أن يصعد منتخب واحد فقط من كل مجموعة من تلك المجموعات الـ9، بينما تكونت المجموعة العاشرة من 4 منتخبات على أن يصعد منها منتخبات، ليصبح المجموع 11 منتخبا.
ورغم أن مجموعة إسبانيا ضمت إلى جوارها منتخبين آخرين هما وهولندا وتركيا، إلا أن انسحاب الطواحين قبل بداية التصفيات قلص المجموعة إلى منتخبين فقط.
برأي الكثيرين فإسبانيا أصبحت وحدها، وتأهلها بات مسألة وقت، فتركيا لم تكن حينها قد وصلت إلى كأس العالم من قبل.
دعم تلك الآراء انتهاء مباراة الذهاب بفوز الماتادور 4-1، ما كان يعني أن عدم الخسارة إيابا يؤهله مباشرة إلى النهائيات - لم يكن معمولا وقتها بنظام فارق الأهداف.
تركيا حققت المفاجأة في العودة وفازت بهدف نظيف ليقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم إقامة مباراة فاصلة بين المنتخبين في روما بعد 3 أيام، انتهت هي الأخرى بالتعادل 2-2 بعد وقت إضافي.
نظام ركلات الترجيح أيضا لم يكن معمولا به وقتها، فقرر فيفا إجراء قرعة من أجل تحديد المتأهل من بين المنتخبين إلى كأس العالم، وتم اختيار طفل إيطالي يبلغ من العمر 14 عاما وقتها يدعى لويجي فرانكو جيما، كان والده أحد عمال الملعب، من أجل سحب القرعة وهو معصوب العينين.
الطفل سحب اسم تركيا، لتتأهل للمرة الأولى في تاريخها إلى كأس العالم، وأفقد إسبانيا فرصة التأهل بإحدى أغرب الطرق التي شهدتها تصفيات بطولة كأس العالم عبر التاريخ.