تحليل - صبري سراج:
لم يقدم المنتخب المصري أداء مميزا أو حتى مستقرا في دور المجموعات من كأس الأمم الأفريقية 2021 المقامة في الكاميرون.
ورغم تأهل الفراعنة للدور الستة عشر من البطولة كثاني المجموعة بفارق نقطة واحدة عن المتصدر نيجيريا - التي خرجت دور الستة عشر لاحقا أمام تونس - إلا أن الأداء المتذبذب للفريق المصري وتجريب المدير الفني كارلوس كيروش المستمر جعلا قلوب المصريين غير مطمئنة قبل اللقاء المرتقب أمام كوت ديفوار.
وبعيدا عن مبالغات رواد مواقع التواصل الاجتماعي تجاه مستوى الأفيال، إلا أن الواقع يقول إن هذا المنتخب لم يصل إلى المرحلة النهائية من تصفيات كأس العالم، بالرغم من عديد الأسماء التي تلعب في أندية الصف الأول أوروبيا.
عودة بالزمن إلى الوراء، تحديدا إلى ما بين عامي 2006 و2008 نرى أن المنتخب المصري المعتمد في تكوينه على المحليين، استطاع التفوق على الأفيال بل واكتساحهم أداء ونتيجة في أكثر من مناسبة، رغم أن وقتها أيضا كان المنتخب الإيفواري يتزين بقائمة مدججة بأسماء من عينة ديديه دروجبا ويايا توريه، وكولو توريه، وغيرهم من الأسماء الرنانة.
لا شك أن رجال منتخب حسن شحاتة كانوا أكثر جودة سواء مهاريا أو على مستوى العقلية، لكن الجيل الحالي من منتخب مصر أيضا له بصمته، فهو الجيل الذي قاد مصر للمونديال بعد غياب 28 عاما، وأيضا صعد إلى نهائي الأمم الأفريقية 2017 قبل أن يخسر المباراة النهائية لصالح الكاميرون.
الواقع أيضا يقول إن مصر تمتلك في اللحظة الحالية اللاعب الأبرز عالميا، وهي قوة كبيرة إذا أحسن المصريون استغلالها سترفع نصف عبء المباراة على الأقل عن كاهلهم، فالأكيد أن الإيفواريين قبل أن يفكروا كيف سيفوزون على المصريين، سيفكرون أولا كيف يوقفون خطورة محمد صلاح.
مصر تمتلك كذلك مواهب جيدة جدا محملة بخبرات مميزة بدء من حارس المرمى وانتهاء بالمهاجم، وتضم قائمة المنتخب 4 لاعبين ينشطون في الدوريات الكبرى، بخلاف لاعبي الأهلي ثالث مونديال الأندية وبطل أفريقيا في آخر نسختين، فضلا عن لاعبي الزمالك ثاني دوري أبطال أفريقيا في النسخة قبل الماضية.
قبل أن نبدأ في شرح تصورنا بشأن كيفية خوض منتخب مصر للمواجهة فعلينا أن نستعين بقول أسطورة الكرة المصرية السابق محمد أبو تريكة التي خاطب بها لاعبي المنتخب: "كل ما تحسوا إنكم قلقانين بصوا على السبع النجوم اللي على القميص".
تغييرات خططية
يعتمد المنتخب الإيفواري في هجومه على هالر كماهجم وهمي يتحرك للخلف وينطلق بشكل مميز، هنا يحتاج المصريون إلى اللعب بثلاثة في الخط الخلفي بوضع حمدي فتحي وسط قلبي الدفاع أحمد حجازي ومحمد عبد المنعم حتى لا يضطر أحد قلبي الدفاع لترك مكانه وبالتالي إخلاء منطقة الجزاء للاعبي كوت ديفوار المنطلقين من الخلف.
أيضا يحتاج المصريون لأيمن أشرف كظهير أيسر بسبب قدراته الدفاعية مع التأمين خلف الظهيرين أشرف وعمر كمال لمواجهة السرعات والمهارات الفردية لأجنحة الأفيال بيبي وجرادال أو ساها.
الجبهة اليمنى للإيفواريين (بيبي وأوريير) تنفذ 44% من هجمات الفريق.
يجب على المنتخب المصري اللعب أمام كوت ديفوار بدفاع منخفض لأن الإيفواريين متميزون في التحولات الهجومية، وأن يعتمد هجومنا على التمريرات الطويلة لصلاح ومرموش أجنحة منتخب مصر، ويبقى محمد شريف احتياطيا استراتيجيا يمكن الدفع به لتطوير العمق الهجومي اعتمادا على سرعته وحركيته.
الدفاع الإيفواري سيء جدا في التمركز أثناء الضربات الثابتة، وهي نقطة يمكن للمصريين استغلالها في ظل تواجد مصطفى محمد وحمدي فتحي وحجازي والونش (محمد عبد المنعم) وجميعهم يتميزون في اللعب بالرأس.
يبقى أن منتخب كوت ديفوار يقدم مستوى جيد لكنه ليس مرعبا كما يحاول البعض تصويره، وإن دخل المصريون المباراة بثقة وبتشكيل وخطة لعب سليمين لن تكون إمكانية الفوز بعيدة أبدا إذا كان التوفيق حليفا لنا.
التشكيل الأمثل:
حارس: محمد الشناوي.
دفاع: أحمد حجازي - حمدي فتحي - محمد عبد المنعم.
وسط: أيمن أشرف - عمرو السولية - محمد النني - عمر كمال.
هجوم: عمر مرموش - مصطفى محمد - محمد صلاح.